اعلنت الحكومة البرتغالية عن خطة استثمارية جديدة في مجال الطاقة، تتضمن دراسة انشاء ربط كهربائي مباشر مع المغرب، بكلفة تقديرية تصل الى 400 مليون يورو، في خطوة تهدف الى تعزيز الامن الطاقي لشبكة الكهرباء البرتغالية، وتقليص الاعتماد شبه الكلي على الشبكة الاسبانية.
القرار البرتغالي جاء عقب الانقطاع الواسع وغير المسبوق الذي عرفته شبه الجزيرة الايبيرية يوم 28 ابريل الماضي، والذي تسبب في شلل مؤقت اصاب قطاعات حيوية في اسبانيا والبرتغال، واثار نقاشا واسعا حول هشاشة البنية التحتية المشتركة للطاقة.
المشروع المرتقب يعكس تحولا استراتيجيا في رؤية لشبونة لمصادر الطاقة، حيث بات المغرب يشكل خيارا محوريا في الربط الكهربائي، بالنظر الى تطور بنيته الانتاجية، وتقدمه في الطاقات المتجددة، وقدرته على تصدير الفائض نحو اوروبا.
ويرى خبراء الطاقة ان الربط الكهربائي بين المغرب والبرتغال سيمثل تحولا مهما في خارطة التوازن الطاقي بالمنطقة، خاصة مع تراجع التنسيق الاسباني البرتغالي في بعض محطات التوريد. كما سيسمح للمغرب بتوسيع نفوذه الكهربائي داخل السوق الاوروبية، في اطار ما بات يعرف بدبلوماسية الطاقة الخضراء.
الخطوة البرتغالية، التي لا تزال في طور الدراسة، تعكس ثقة اوروبية متزايدة في الشراكة الطاقية مع الرباط، وقد تشكل مقدمة لتحالفات اوسع تشمل الهيدروجين الاخضر وربما الغاز على المدى المتوسط.