Site icon جريدة صفرو بريس

استقالة رئيس وداد صفرو تكشف تقاعس المجلس البلدي

استقالة رئيس فريق وداد صفرو لم تكن مجرد قرار إداري عابر، بل ناقوس خطر يدق بقوة ليكشف حجم التسيب واللامبالاة التي تطبع عمل المجلس البلدي. الرجل خرج عن صمته وأعلن رسميا: “من أبرز أسباب قراري الوضعية الكارثية التي يعيشها الملعب البلدي بصفرو، الذي يعرف اكتظاظا كبيرا ويستغل في أنشطة مختلفة جعلته غير صالح لاحتضان مباريات وتداريب الفريق في ظروف رياضية ملائمة”.

ما قاله الرئيس المستقيل يفضح فراغا في الأدوار الأساسية للمجلس البلدي، الذي كان يفترض فيه:

توفير بنية تحتية رياضية لائقة من خلال تهيئة الملعب البلدي وصيانته بشكل دوري.

دعم الأندية المحلية ماديا ومعنويا باعتبارها رافعة للشباب وواجهة للمدينة.

تسهيل عمل المكتب المسير عبر إزالة العراقيل الإدارية وتوفير شراكات فعلية مع الفاعلين المحليين.

وضع رؤية متكاملة لتطوير الرياضة تربطها بالتنمية الاجتماعية والثقافية.

لكن ما حصل هو العكس تماما. الرئيس المستقيل أوضح ذلك بقوله: “هناك عراقيل متعددة وغياب تعاون حقيقي من طرف المجلس الجماعي والسلطات المحلية، الأمر الذي زاد من تعقيد مأمورية تسيير الفريق وجعل الاستمرار في المسؤولية أمرا غير ممكن”.

هذا الكلام شهادة صريحة بأن المجلس البلدي لم يقم بأبسط مسؤولياته، وترك النادي العريق يواجه وحده مشاكل متراكمة. وعندما يقول الرئيس في ختام استقالته: “اتخذت هذا القرار الصعب بعد استنفاد كل محاولات الإصلاح، وأتمنى للنادي أن يجد الظروف المناسبة لمواصلة مساره الرياضي بما يليق بتاريخه وجماهيره”. فهو يوجه اتهاما مباشرا للمؤسسات المنتخبة التي يفترض أن تكون سندا للفريق لا عائقا أمامه.

استقالة رئيس وداد صفرو يجب أن تقرأ كإدانة صريحة لمجلس بلدي تقاعس عن أداء واجبه، وترك قطاع الرياضة عرضة للإهمال. فإذا لم يتحرك المنتخبون اليوم لإنقاذ ما تبقى، فإنهم يرسلون رسالة واضحة بأن الرياضة لا تدخل في أولوياتهم، وأن شباب المدينة وجماهيرها ليسوا ضمن حساباتهم.

وداد صفرو لا يستحق هذا المصير، والمجلس البلدي مطالب اليوم بتحمل مسؤوليته الكاملة أمام التاريخ وأمام الجماهير.

Exit mobile version