Site icon جريدة صفرو بريس

اجتماع تندوف : استفزاز تركي وردود فعل غاضبة من أنقرة

اجتماع تندوف : استفزاز تركي وردود فعل غاضبة من أنقرة

اجتماع تندوف : استفزاز تركي وردود فعل غاضبة من أنقرة

اجتماع تندوف: شهدت مدينة تندوف الجزائرية، التي تُعتبر معقلًا لجبهة البوليساريو، من 4 إلى 7 يناير 2025، اجتماعًا أثار جدلًا واسعًا، حيث استضافت الجبهة الانفصالية وفدًا من وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، المرتبط بحزب العمال الكردستاني (PKK)، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

استفزاز لأنقرة وغضب سياسي

خلال الاجتماع، تم توجيه اتهامات لتركيا بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات، في مشهد استفز الرأي العام التركي، خاصة بعد تداول صور تظهر أعضاء من YPG مع قيادات من البوليساريو، وهم يحملون أعلامًا وشعارات تدعو لاستقلال كردستان في سوريا وتركيا.

هذه الصور أثارت غضبًا سياسيًا واسعًا في تركيا، حيث عبّر النائب بحادر ناهيت ينيشهيرلي أوغلو، من حزب العدالة والتنمية (AKP) الحاكم، عن استنكاره الشديد. وصرّح: “الجزائر التي كنا نظنها دولة صديقة، تستقبل اليوم إرهابيين أكرادًا على أراضيها. أشعر الآن أن الإمبراطورية العثمانية ارتكبت خطأ عندما باعت الجزائر لفرنسا. لولا أجدادنا العثمانيون، لظل الجزائريون عبيدًا للإسبان”.

خلفيات تاريخية وحسابات سياسية

يرى محللون أن هذا الاجتماع يعكس تخبطًا في الدبلوماسية الجزائرية. تاريخيًا، كانت الجزائر تحت الحماية العثمانية منذ 1519 عندما طلب الجزائريون مساعدة خير الدين بربروس للتخلص من الاحتلال الإسباني، واستمرت هذه الحماية حتى الاحتلال الفرنسي عام 1830.

أما اليوم، فيبدو أن الجزائر ترتكب أخطاء استراتيجية، إما بسبب محاولاتها الفاشلة للتقارب مع نظام بشار الأسد، الذي رفض استقبال وزير خارجيتها، أو بسبب سيطرة البوليساريو على بعض مفاصل الدولة الجزائرية.

فرضيات تفسر الخطأ الجزائري

أولا محاولات التقارب مع النظام السوري
قد تكون دعوة YPG إلى تندوف ردًا جزائريًا على رفض استقبال وزير خارجيتها في دمشق، مما يعكس عشوائية في اتخاذ القرارات الدبلوماسية.

والفرضية الثانية هي سيطرة البوليساريو على القرار الجزائري
وتشير بعض التحليلات إلى أن البوليساريو باتت تتمتع بنفوذ كبير داخل الدولة الجزائرية، ما يسمح لها باتخاذ قرارات قد تتعارض مع المصالح الوطنية للجزائر، مما يوحي بأن مركز القرار لم يعد في قصر المرادية، بل انتقل إلى تندوف.

هذه التطورات تُضعف الموقف الجزائري دوليًا وتزيد من عزلتها، حيث يتهمها العديد من الدول بدعم الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر. كما أن استفزاز تركيا، التي تعد شريكًا اقتصاديًا قويًا، قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على العلاقات بين البلدين.

يكشف اجتماع تندوف عن فشل الجزائر في إدارة علاقاتها الخارجية بشكل استراتيجي، مما يعزز صورة دولة تعاني من أزمات داخلية وخارجية، وتخضع لضغوط قوى غير رسمية كالبوليساريو، ما يجعلها في مرمى الانتقادات الإقليمية والدولية.

Exit mobile version