Site icon جريدة صفرو بريس

إيموزار وأيت السبع: رحلة العذاب لمتابعة الدراسة

تتجسد معاناة طلبة جماعة إيموزار في مشهد يومي متكرر، يختزل معاني التهميش والعزلة التي يعيشها أبناء هذه المنطقة الجبلية في سبيل متابعة دراستهم بمدينة فاس. فبين صعوبة النقل وارتفاع التكاليف وضغط الزمن، تتحول الدراسة إلى رحلة عذاب حقيقية.

يبدأ اليوم الدراسي قبل شروق الشمس، حيث يقف الطلبة طوابير طويلة في انتظار وسيلة نقل تقلّهم نحو الجامعة أو المعاهد العليا في فاس. وفي كثير من الأحيان، يضطرون للانتظار تحت المطر أو أشعة الشمس الحارقة، وسط اكتظاظ كبير وندرة في وسائل النقل. أما تلك المتوفرة، فغالباً ما تكون في حالة ميكانيكية متدهورة ولا تحترم شروط السلامة، مما يضاعف من حجم المعاناة.

تكلفة التنقل بدورها تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الأسر الفقيرة. فمصاريف النقل لوحدها قد تصل إلى ألف درهم شهرياً، دون احتساب مصاريف الأكل وغيرها من الحاجيات الأساسية، وهو ما يجعل الكلفة الإجمالية تقترب من ألفي درهم شهرياً، رقم يستحيل على كثير من العائلات تحمّله.

وتزداد المعاناة حدة بالنسبة للطالبات، اللواتي يجدن أنفسهن أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما التنقل اليومي في ظروف غير آمنة، أو البحث عن كراء في مدينة فاس بأسعار مرتفعة لا تقل عن كلفة التنقل نفسها. وهكذا تصبح متابعة الدراسة بالنسبة للكثيرات مغامرة محفوفة بالمخاطر، ومصدر قلق دائم للأسَر.

يُجمع الطلبة على مطلب أساسي: توفير حافلات خاصة بالطلبة، تضمن نقلاً منتظماً وبأسعار مناسبة، وتخفف من معاناتهم اليومية. فإيموزار اليوم لا تحتاج إلى وعود، بل إلى تدخل فعلي يربطها بحقها الطبيعي في التعليم وظروف العيش الكريمة.

إيموزار تظل مثالاً صارخاً على التهميش المجالي، حيث يغيب التخطيط الحقيقي وتُترك الطاقات الشابة تصارع الجغرافيا والظروف بحثاً عن مستقبل أفضل.

Exit mobile version