Site icon جريدة صفرو بريس

إقليم صفرو ومنطق “مغرب السرعتين”: أي عدل هذا؟


في قلب المغرب، هناك إقليم ما زال يعيش في هامش السياسة والتنمية، إقليم صفرو، الذي يبدو أن الزمن مر عليه دون أن يلحظ أحد معاناته. بينما تُحتفل الحكومة بالاستثمارات الرياضية الكبرى والمدارس المتخصصة في المدن الكبرى، نجد إقليم صفرو مجرد رقم على ورق البرامج التنموية، مكتفياً بما توفره له الطبيعة من ثروات، وموظفين يكافحون لأجل أبسط الحقوق.
أليس من العدل أن يتوفر الإقليم على مدرسة لكرة القدم مجانية، إذا كانت الحكومة تعتبر الاستثمار في الرياضة رافعة اقتصادية واجتماعية؟ أم أن هذه الفاكهة محصورة فقط في مدن بعينها؟
أليس من المفروض أن تتوفر مدرسة للذكاء الاصطناعي في صفرو، إذا كانت الدولة تطبل لمجارات التحول الرقمي؟ أم أن مستقبل شباب الإقليم مقيد بالهاتف الذكي وحده، دون فرص حقيقية للتعليم التكنولوجي؟
أليس من الحد الأدنى للعدالة أن يجد الطلبة كلية متعددة التخصصات في صفرو، عوض أن يُستنزفوا بالكراء والتنقل اليومي إلى فاس، في رحلة مرهقة تستنزف الوقت والمال والطاقة؟
صفرو يعاني اليوم من سياسة “مغرب السرعتين”: مدن تنطلق بسرعة الضوء في جميع المجالات، وإقليمنا يظل متأخراً، حتى أن أبناؤه وبناته يوضعون في زاوية واحدة: الأعمال الشاقة، من بناء وجني الزيتون إلى مصانع الموت، بينما يبقى الحلم بالتنمية حبيس الأوراق الحكومية.
إلى متى سيظل إقليم صفرو غائباً عن دفاتر الحكومات المتعاقبة؟ أم أن مصالح أبناء وبناته مجرد عبء لا يستحق أن يُستثمر فيه إلا عند الحاجة إلى اليد العاملة الرخيصة؟
إن كان هناك وعد بالمغرب الجديد، فليبدأ العدالة أولاً مع صفرو، قبل أن تتحول الشعارات إلى مجرد صوت بلا صدى.

Exit mobile version