لقد أصبح من الطبيعي أن يتمتع كل المواطنين بحقهم في الوقاية الصحية، والعلاج الملائم، والاستفادة من العلاجات الأساسية والوقائية خصوصا وأن بلادنا المغرب عضو في منظمة الصحة العالمية. حيث بات الحق في الولوج إلى الخدمات الطبية والاستشفاء مكفولا للجميع، وحقا من حقوق المواطنة…
غير أن ما يحدث في المركز الصحي لجماعة أدرج بدوار البوار؛ لا يعكس ذلك تماما! إذ تعاني ساكنة هذه الجماعة من تراجع خطير للخدمة الصحية بالمستوصف الواقع على ترابها ، ويرجعون ذلك ، وفق تصريحات لمجموعة منهم ، فضل بعضم عدم الظهور أمام عدسة كاميرا “صفرو بريس” الى الغياب المتكرر للطبيبة الوحيدة بالمستوصف ، والذي أصبح معه من العسير الولوج عليهم إلى هذه الخدمة التي تحرص الدولة بمؤسساتها المختلفة على تعميمها على كافة المواطنين بمختلف ربوع المملكة دون تمييز أو استثناء.
هذا وعبر عديد المواطنين الذين لم يعد باستطاعتهم تحمل الوضع ، عن تذمرهم من سلوكات الطبيبة الرئيسية للمركز الصحي التابع لهذه الجماعة ومن عدم اكتراثها بمشاعر وآلام المواطنين الذين يفدون بشكل يومي إلى المركز الصحي وينتظرون الساعات الطوال دون جدوى مطالبين بتدخل السيد عامل إقليم صفرو المعروف بصرامته وحرصه الشديد على تطبيق القانون! إذ وحسب رواية عدة شهود بالمنطقة، وشكايات بعضهم، فإن هذه الأخيرة دائمة التغيب عن العمل؛ ولا تلتزم بمواعيد قارة في عملها، ولا تخضع لتوقيت عمل محدد! بل بلغ بها الحد ـ حسب عدة روايات ـ إلى الاقتصار على الحضور ليوم السوق الأسبوعي وحده . وحتى اليوم الذي تتكرم فيه بالحضور إلى مقر عملها، فإنها تحضر على الساعة 8.30 وتنصرف وتنصرف في وقت قياسي على الساعة 10 صباحا بدعوى غياب وسائل النقل خصوصا وان الدولة توفر لها السكن الوظيفي بجوار مقر عملها حيث أن هذه التصرفات عادة ما تحرم المواطنين من حقهم في الاستفادة من الرعاية الصحية المناسبة والتمتع بالعلاج الضروري والملائم. وغالبا ما تحول بينهم وبين التمتع بخدمات هذا المرفق العمومي المهم؛ إذ لا تكفي مجهودات الممرضة الوحيدة المداومة بالمركز الصحي لتقديم الخدمات الطبية اللازمة لكل الوافدين عليه. وتبقى عاجزة عن ذلك في غياب الطبيبة الرئيسية.
وحتى لا نضلم الطبيبة قبل كتابة هذا المقال وللوقوف أكثر على واقع الحال ، انتقل طاقم الجريدة إلى المستوصف المذكور في أحد أيام الشهر الجاري(ابتداء من الساعة10:00 صباحا إلى ما بعد الزوال) لأجل الوقوف على صحة هذه المعطيات. حيث أكد الحاضرون بتذمر كبير صحتها . والغريب في الأمر أنها لم تحضر طيلة هذا اليوم! بخلاف الممرضة الرئيسية التي كانت متواجدة هناك طيلة الوقت.
جدير بالذكر أن الخطاب التاريخي لجلالة الملك ل 14 أكتوبر في افتتاح البرلمان ركز على المصالحة بين الإدارة والمواطن وأبرز جلالته، في كلمة له خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية التشريعية العاشرة، أن الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كل المؤسسات، هو خدمة المواطن، مؤكدا أنها بدون قيامها بهذه المهمة، فإنها تبقى “عديمة الجدوى، بل لا مبرر لوجودها أصلا”