افتتحت يوم الجمعة بعمالة إقليم بولمان بمدينة ميسور الدورة الأولى للأيام السينمائية والإعلامية لإقليم بولمان تحت شعار “دور السينما والإعلام في التنمية المجالية” بندوة علمية عرفت مداخلات تشكل تشخيصا دقيقا لواقع الإقليم و سبل الإقلاع التنموي به.وفي مداخلة له ركز الأستاذ حسن مشهور أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس ، على ضرورة تثمين نبتة ( الشيح ) الموجودة بكثرة في الإقليم ، و تحويلها إلى منتوج طبي تعود موارده بالنفع على الإقليم، و تابع السيد مشهور أن المنطقة تعيش خصاصا على صعيد عوامل التنمية التقليدية من وحدات انتاج و مشاريع اقتصادية ، و لذلك يجب الاعتماد على مؤهلاتها الطبيعية من أجل تحقيق التنمية ، و تتلخص هذه المؤهلات في الفلاحة و السياحة الأيكولوجية ، و النباتات العطرية و الطبية ، إضافة إلى النهوض بالمجال السينيمائي ، و رياضة المغامرات ، و هي كلها عوامل مساعدة على خلق تنمية مستدامة بالإقليم.من جهته ركز الأستاذ عبدالله الساعف الوزير السابق و رئيس مركز الدراسات و الابحاث في العلوم الاجتماعية ان الدولة المركزية أصبحت تراهن أكثر فأكثر على البعد المحلي في سبيل اكتساب و تدعيم مشروعيتها، و رأى أن السياسات الترابية للدولة أصبحت تنطلق من البعد المحلي ، كون القرارات المتعلقة ببرامج التنمية من الضروري أن تنطلق من رصد الحاجيات على المستوى المحلي بما يتناسب مع الموارد المتوفرة،و اختتم مداخلته بالقول أن ما يشفع للسياسات الترابية هو كون القرار المحلي يتخذه من يهمه الأمر من بلورته إلى انجازه.وفي تدخل للسيد حكيم بلعباس مدير المعهد العالي لمهن السينيما و السمعي البصري أبرز دور السينما في التنمية المجالية حيث أكد أن الفعل السينمائي يحتاج إلى أفكار أصيلة تحترم تحترم عادات و تقاليد أية منطقة ، و بالنسبة لإقليم بولمان فإن جوهر التنمية المجالية هو البحث عن الخاصية البصرية و السردية للمنطقة و وضعها في قالب سينمائي بوسائله الحديثة، و بهذا الصدد أكد السيد بلعباس على أهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي و التطور التكنولوجي و توظيفهما في مجال الإنتاج السينمائي لما للتطور التكنولوجي من أهمية في التكيف مع الخصوصيات المناخية لإقليم بولمان بصفة خاصة، و في الختام تأسف على ضياع قيم المجتمع و هو الضياع الذي أدى إلى اختفاء القاعات السينمائية و دور الشباب و تم استبدالها بالهواتف النقالة .كما عرف حفل افتتاح هذه الدورة الإعلان عن فتح الترشيحات لمسابقة إقليمية لفائدة الصحفيين ، و ستفتح هذه المسابقة في وجه الصحفيين والإعلاميين المحلين والجهويين وعلى الصعيد الوطني على أن تكون المشاركة عبر مواد تعرف بالإقليم و تبرز إمكانياته الواعدة.هذا وستتخلل فعاليات الدورة الأولى عرض مجموعة من الأشرطة الوثائقية والقصيرة، والإعلان على نتائج المسابقة المحلية للأشرطة التي تتنافس فيها مجموعة من الإنتاجات الخاصة بالأندية والطاقات الشابة بالإقليم. و على هامش الأيام السينمائية والإعلامية تم تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الناشطين والصحفيين بالإقليم، وورشات أخرى تستفيد منها الأندية السينمائية والطاقات الشابة. وللتعريف بأهداف هذه التظاهرة الهامة ، أكد السيد الغزوي محمد عن إدارة الأيام السينمائية و الإعلامية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الهدف من تنظيم هذه الأيام هو فتح نقاش حول دور السينما و الإعلام في التسويق الترابي للإقليم و التعريف بإمكانياته في الاستثمار الاقتصادي و الاجتماعي ، بالإضافة طبعا إلى الاحتفال بالطاقات الشابة المنتجة للاشرطة الوثائقية و السينيمائية بالإقليم و كذا مختلف الطاقات و الفعاليات التي تساهم في تنمية الإقليم. كما تتضمن الدورة الأولى فتح مسابقة من أجل نيل الجائزة الإقليمية للصحافة و الإعلام بهدف مشاركة الإعلاميين في تسويق الإقليم سواء عبر الأشرطة أو المقالات الصحفية بمختلف أجناسها شريطة أن يكون الهدف منها تسويق الإقليم و معطياته السياحية و الأيكولوجية ، إضافة إلى ثراء و تنوع الخدمات الاجتماعية و الصناعة التقليدية و مؤسسات الاقتصاد الاجتماعي ،و ستكون المسابقة مفتوحة في وجه جميع وسائل الإعلام الوطنية و الجهوية و المحلية . وأضاف ذات المتحدث أنه يأتي هذا اللقاء في إطار اتفاقية إطار بين المعهد العالي للإعلام و عمالة إقليم بولمان ، بهدف إنجاز مخطط إقليمي مندمج للتسويق الترابي و هو المخطط الذي ينطلق بتنظيم هذه الأيام و ستليها ندوات علمية و موضوعاتية حول الاقتصاد الاجتماعي و الإدماج الاقتصادي و السياحة ليختتم بتنظيم ماراطون دولي للجبال في المناطق الجبلية بالإقليم.وفي نفس السياق أشار السيد عبد اللطيف بنصفية مدير المعهد العالي للإعلام و الاتصال بالرباط أن الغرض من هذه التظاهرة التي تعرف التئام عدة مشاركين هو التفكير في جعل التنمية المجالية محور اهتمام المدينة و الإقليم و فعالياته . فالاعلام يشهد اليوم طفرة كبيرة في بلادنا ، و بالتالي لابد أن يساهم في مجالات و برامج التنمية التي يقودها الإقليم و تقودها الجهات التي لها من الإمكانيات ما يمكنها من جعل هذه المدينة و الإقليم فضاءات رائدة في المغرب. و أضاف أن التظاهرة تحاول التأليف بين جهود الفاعلين لكي تكون التنمية المجالية بالإقليم محور اهتمام إعلامنا و لكن لابد من تأطير هذا الإعلام سواء المحلي ، الجهوي أو الوطني الذي يعمل داخل هذا الإقليم.جدير بالذكر أن الدورة الأولى تأتي من تنظيم المعهد العالي للإعلام والاتصال وعمالة إقليم بولمان والفدرالية الوطنية للمقاولات الاجتماعية، بشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس ، والمركز السينمائي المغربي، المجلس الإقليمي لإقليم بولمان بلدية ميسور، وشركة العمران ، وبتنسيق مع المندوبية الإقليمية الوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، والمندوبية الإقليمية للشباب والثقافة والتواصل ، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني ، الدورة الأولى للأيام السينمائية والإعلامية لإقليم بولمان أيام 19 و 20 و 21 يناير 2024 بمدينة ميسور .