تعد سلسلة الزعفران باقليم بولمان، سلسلة حديثة، حيث تم إحداثها خلال العقد الأخير، و قد خصصت هذه السلسة لتمكين المرأة القروية، حيث مكنها من فرص الشغل التي تتلائم مع خاصيات المنطقة، بالإضافة الى تنمية الأواصر الاجتماعية، حيث أصبح للنساء طقوس لقطف و تجفيف الزعفران، و قد تم في إطار مخطط المغرب الأخضر حسب معطيات المديرية الإقليمية للفلاحة بإقليم بولمان، زرع 15 هكتار من الزعفران لفائدة 125 مستفيدة، و تضاهيها مساحة أخرى عند الخواص. و يتواجد الزعفران بإقليم بولمان، في كل من جماعات سرغينة، انجيل، ألميس مرموشة و سكورة.
و يتلائم الزعفران، مع المناخ السائد في هاته المناطق، حيث تتميز بمناخ بارد يعرف تساقطات ثلجية شتاء ، و معتدل صيفا. كما أنه يتلائم مع العلو الذي يصل الى 1500 متر فوق سطح البحر. أما بالنسبة للانتاجية، فيكون موسم قطف زعفران في شهر نونبر عند بداية الانخفاض الشديد للحرارة، أما بالنسبة للمردودية فهي رهينة بأنظمة السقي، حيث تتراوح بين 2 و 5 كيلوغرام في الهكتار الواحد. كما أتبتث التحاليل المخبرية التي أنجزت، جودة زعفران المنطقة، التي صنف في الصنف 1.
وتنضوي عدة منخرطات ضمن الجمعية النسوية اقويرن، الحاملة لمشروع الزعفران في الإقليم. و التي تتوفر على وحدة لتثمين الزعفران، و التي تم توفير معدات تقنية لها، كما ينتظر بناء مشتل لبصيلات الزعفران، و ذلك لخلق نشاط مذر للدخل للنساء عبر بيع بصيلات الزعفران.
كما يتم دعم و مواكبة التعاونيات النسوية النشيطة في هذا المجال عبر برامج التكوين و تبادل الخبرات، و ذلك قصد الانفتاح على الأسواق الوطنية.
و في إطار برنامج إحياء الذي أطلق من طرف وزارة الفلاحة بشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوربي ، و الذي من ضمن أهدافه خلق فرص الشغل للنساء و تنمية الفلاحة الايكولوجية، تم إعطاء شهادة الفلاحة البيولوجية لأزيد من 15 هكتار من الأراضي المخصصة للزعفران.
وفي تصريح لصفروبريس أكدت السيدة خديجة الليموني رئيسة الجمعية النسوية اقويرن أن الزعفران، المعروف بـ”الذهب الأحمر”، هو أحد أغلى التوابل في العالم، ويتميز بجودته العالية وقيمته الاقتصادية الكبيرة. يتم إنتاجه من زهرة الزعفران التي تتطلب عناية فائقة ومجهودًا دقيقًا لجني خيوطها الرقيقة.
وحول طريقة جنيه تقول السيدة الليموني تُعد عملية جني الزعفران عملية دقيقة جدًا وتتطلب مهارة وخبرة لتحقيق أفضل النتائج. تبدأ العملية في موسم الإزهار، الذي يمتد غالبًا من أواخر أكتوبر إلى أواخر نونمبر من خلال عدة مراحل حيث تبدأ عملية الجني في الصباح الباكر جدًا قبل شروق الشمس. هذا التوقيت ضروري لأن الزهور تُقطف وهي مغلقة للحفاظ على خيوط الزعفران سليمة ورطبة، ثم يتم قطف الزهور يدويًا واحدة تلو الأخرى بحذر شديد لتجنب تلف الخيوط الدقيقة بداخلها. يُفضل أن تكون الأيدي نظيفة وخالية من الزيوت أو الأوساخ للحفاظ على جودة الخيوط، بعد جمع الزهور، تُنقل إلى مكان نظيف وجاف حيث يتم فصل الخيوط الحمراء (الجزء المستخدم من الزعفران) يدويًا من الزهرة. مشددة على انه يجب أن تتم هذه العملية بعناية فائقة لضمان عدم تلف الخيوط،
وأضافت ذات الفلاحة أنه بعد ذلك تُجفف خيوط الزعفران بعناية لتقليل الرطوبة وزيادة مدة صلاحيتها. تُستخدم طرق متعددة للتجفيف، مثل التجفيف بالشمس أو باستخدام أجهزة تجفيف خاصة على درجات حرارة منخفضة، مشيرة إلى أنه بمجرد أن تجف الخيوط تمامًا، تُعبأ في أوعية محكمة الإغلاق لحمايتها من الرطوبة والهواء، ما يضمن الحفاظ على نكهتها ورائحتها الفريدة.