أمطار الخير بإقليم صفرو : انتعاشة فلاحية وآمال بموسم زراعي واعد

شهد إقليم صفرو خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية هامة أنعشت آمال الفلاحين وسكان المنطقة في موسم فلاحي جيد بعد فترة من التراجع الملحوظ في الموارد المائية.
وجاءت هذه الأمطار في توقيت مثالي لتعزيز زراعة الحبوب، وإنعاش الأشجار المثمرة، وتحسين الغطاء النباتي في المناطق الرعوية، مما يساهم في دعم النشاط الفلاحي بالإقليم، الذي يُعد من أبرز المناطق الفلاحية بالمغرب.
كما أسهمت الأمطار الأخيرة في تحسين مستوى الرطوبة بالتربة، ما يعزز إنبات المحاصيل الخريفية، خاصة القمح والشعير، اللذين يشكلان جزءاً أساسياً من الإنتاج الزراعي بالإقليم. كما ساعدت في إعادة تغذية الفرشات المائية، وهو أمر حيوي بالنسبة للفلاحين الذين يعتمدون على مياه الآبار والسواقي في سقي أراضيهم، خاصة في المناطق الجبلية والسهول القريبة.
على صعيد آخر، استفادت السدود المحلية والعيون الطبيعية من هذه التساقطات، حيث سُجل ارتفاع ملحوظ في منسوب المياه ببعض السدود ، ما سيتيح فرصاً أكبر لري الأشجار المثمرة، خاصة الكرز والتفاح، اللذين يُميزان الإنتاج الفلاحي بالإقليم.
وفي تصريح لجريدة ضفروبريس أكد السيد لحسن بنعسو المدير الإقليمي للفلاحة بصفرو أن الإقليم عرف خلال شهري يناير بداية فبراير تساقطات مطرية جد مهمة بلغت حوالي 70 ملم بمنطقة راس تبودة ورباط الخير وحوالي 40 ملم على مستوى دائرة صفرو أي بمعدل تراكمي منذ بداية السنة وصل ل 200 ملم بزيادة تقدر ب 17 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة السابقة ما سيكون له وقع إيجابي على مختلف السلاسل خاصة الحبوب والقطاني الذي تبلغ مساحته 52 ألف هكتار.
وأكد المدير الإقليمي أن هناك إقبال جد مهمة للفلاحين بإقليم صفرو على اقتناء الأسمدة لشراء أسمدة التغطية المدعمة من طرف الدولة، أما بالنسبة لقطاع الأشجار المثمرة الذي يمتاز به الإقليم والذي تبلغ مساحة الزيتون 32 ألف هكتار ومساحة الورديات حوالي 15 ألف عكتار سيكون للأمطار وقع إيجابي عليها.
وفي تصريح آخر أكد عبد العالي دمري نائب رئيس غرفة الفلاحة بجهة فاس مكناس أشار
ان هذه الأمطار ستحيي آمال الفلاحين بعد توالي سنوات الجفاف وانه سيكون لها وقع إيجابي على الغطاء النباتي وعلى المراعي والفرشة المائية ، معتبرا أن أمطار يناير وفبراير تساهم في تفريخ الإنبات أما أمطار مارس فهي التي تساهم في جودة الإنتاج كما ونوعا.
وفي تصريح آخر أشار السيد الحسين شفيق رئيس جمعية حماية الموارد الفلاحية بالبهاليل وأغبالو أقورار أن الأمطار أحيت آمالنا لإنجاح الموسم الفلاحي حيث أشار أن الجمعية كانت تصدر منتوجاتها من البطاطس والبصل وخضروات أخرى إلى مدن كبرى مثل الدار البيضاء والرباط إلا أنه مع توالي سنوات الجفاف نقص الإنتاج بشكل كبير، إلى حد أننا أصبحنا ننتظر الخضر لتأتينا من المدن الكبرى.
وأضاف ذات الفلاح أن هذه الأمطار والثلوج ستعزز الفرشة المائية مما سيتيح حفر آبار جديدة وتعميق أخرى من اجل استرجاع أمجاد الإنتاج الماضي الذي كان ينتجه فلاحو المنطقة.
وفي تصريح آخر قال السيد حميد صالحي خبير فلاحي أن إقليم صفرو يعد من بين المناطق الرائدة في إنتاج الكرز (حب الملوك) والتفاح، وقد جاءت هذه الأمطار في وقت مثالي لدعم مراحل نمو هذه الأشجار، مما يرفع منسوب التوقعات بزيادة الإنتاج وجودة المحصول خلال الموسم المقبل. كما أن تساقط الأمطار بكميات معتدلة دون تسجيل سيول قوية ساهم في تفادي أي أضرار على التربة أو الغرسات الحديثة.
وأشار صاحالي أن التساقطات لعبت دوراً مهماً في إحياء المراعي الطبيعية، وهو ما سيساهم في تخفيف الأعباء عن مربي الماشية الذين تكبدوا خلال السنوات الأخيرة تكاليف مرتفعة في اقتناء الأعلاف بسبب شح الموارد الطبيعية. ومن المتوقع أن تساهم وفرة الكلأ في تحسين مردودية قطاع تربية المواشي، سواء من حيث إنتاج اللحوم أو الحليب، مما يعزز التوازن الاقتصادي للعائلات القروية.
جدير بالذكر أنه ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، فإن الفلاحين بإقليم صفرو يترقبون استمرار التساقطات المطرية بشكل منتظم خلال الأشهر المقبلة لضمان تحقيق موسم فلاحي ناجح. كما يطالبون بتعزيز البنية التحتية المائية عبر إنشاء سدود تلية جديدة، وتوسيع شبكات الري، وتقديم دعم تقني وتمويلي لتشجيع الفلاحة المستدامة ومواجهة تداعيات التقلبات المناخية.