في خطوة مبتكرة تعكس توجهًا جديدًا في ربط التربية بالرياضة، أطلقت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس-مكناس مشروعًا تربويًا رياضيًا تحت شعار “الرياضة المدرسية رافعة للنجاح”، يهدف إلى إرساء دينامية جديدة داخل المؤسسات التعليمية من خلال دمج الأنشطة البدنية في قلب الحياة المدرسية.
التجربة، التي تم تنزيلها بشراكة مع عدد من الفاعلين التربويين والرياضيين، تروم إحداث تحول في تصور العلاقة بين التلميذ والمدرسة، من خلال جعل الفضاء التعليمي حاضنًا لمواهب رياضية ومختبرًا للقيم والمنافسة الإيجابية والانضباط.
وتمثل هذه المبادرة جزءًا من رؤية أوسع لتجويد الحياة المدرسية، وتخفيف الضغط النفسي على التلاميذ، خاصة في المستويات الإعدادية والثانوية، عبر خلق بيئة مشجعة على التوازن بين الجهد الذهني والنشاط البدني، وهو ما أصبح حاجة ملحة في سياق التحديات التربوية الراهنة.
وأكد مسؤولون بالأكاديمية أن المشروع لا يستهدف فقط اكتشاف المواهب الرياضية، بل يسعى إلى تعزيز روح الانتماء للمؤسسة، وترسيخ قيم المواطنة، وتطوير المهارات الذاتية والاجتماعية لدى التلاميذ، مضيفين أن النتائج الأولية للتجربة كانت مشجعة للغاية من حيث نسب الانخراط والتفاعل.
ويرى مهتمون أن إدماج الرياضة في المشروع التربوي ليس ترفا، بل ضرورة تربوية تعزز التحصيل الدراسي وتحارب الهدر المدرسي، مؤكدين أن الرهان اليوم هو على استدامة هذه الدينامية وتوسيعها لتشمل مختلف الأسلاك التعليمية والجهات.
وبينما يستمر النقاش العمومي حول المدرسة المغربية وأدوارها، تقدم تجربة أكاديمية فاس نموذجا عمليا يمكن أن يبنى عليه، ويطوّر ليصبح رافعة لتغيير أوسع في ملامح الفعل التربوي.