تعيش مدينتا رباط الخير والمنزل والدواوير المجاورة لهما بإقليم صفرو على وقع ضغط متزايد في التزويد بالماء الصالح للشرب، بفعل تراجع مستوى الفرشة المائية نتيجة توالي سنوات الجفاف وتزايد الطلب خلال فصل الصيف. هذا الوضع أدى في الأسابيع الماضية إلى اضطرابات في التزود وصلت إلى حد الانقطاع في بعض الأحياء، ما أثار قلق الساكنة ومعاناتها اليومية مع هذه المادة الحيوية.
تدخلات استعجالية لتجاوز الخصاص
المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب أعلن عن اتخاذ سلسلة من التدابير العاجلة لتقوية الإنتاج وضمان استمرارية التزويد. فقد تم حفر وتجهيز ثقب جديد بعين الكبير بطاقة إنتاجية تصل إلى 35 لترا في الثانية، انطلق تشغيله منذ الرابع من غشت الجاري لتزويد ساكنة مدينة المنزل والدواوير المجاورة. كما تم إحداث محطة للرفع بطاقة 12 لترا في الثانية لدعم التزويد بمدينة رباط الخير، والتي دخلت الخدمة ابتداء من 10 غشت 2025. هذه التدخلات مكّنت من معالجة خصاص كان يتجاوز 30% وتحسين انتظام التزويد بالماء الشروب.
مشاريع مهيكلة لتعزيز الأمن المائي
إلى جانب هذه الحلول الاستعجالية، برمج المكتب مشاريع كبرى لتعزيز الأمن المائي بالمنطقة. المشروع الأول يهم تقوية إنتاج الماء انطلاقا من عين أومندار، بميزانية تناهز 60 مليون درهم في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الموقع أمام جلالة الملك محمد السادس يوم 13 يناير 2020. ويتضمن هذا المشروع شطرين: الأول عبر ثقب بصبيب 60 لترا في الثانية موجه لمدينتي رباط الخير والمنزل، والمتوقع انتهاء أشغاله قبل دجنبر 2025، والثاني يخص تجهيز عين أومندار بطاقة 100 لتر في الثانية، ستنطلق أشغاله في شتنبر 2025 على أن تنتهي قبل صيف 2026. أما المشروع الثاني فيتعلق بدراسة تزويد الجماعات الترابية بالإقليم بالماء انطلاقا من سد رباط الخير المرتقب إنجازه ضمن نفس البرنامج الوطني.
دعوة إلى ترشيد الاستهلاك
وأكد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب أن فرقه تعمل بشكل متواصل لضمان تزويد السكان في أفضل الظروف، داعيا المواطنات والمواطنين والفاعلين المحليين إلى الانخراط في مجهود جماعي لترشيد استهلاك الماء الشروب واستعماله بشكل معقلن، حفاظا على هذه الثروة الاستراتيجية التي تواجه تحديات مناخية متزايدة.