المغرب

ندوة مركز النهار و “صفروبريس”:الدرداري يدعو الفلسطينيين إلى وحدة الصف لمواجهة إسرائيل

playstore

أكد الدكتور أحمد الدرداري رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات في الندوة التي نظمها مركز النهار للدراسات الاستراتيجية والإعلام بشراكة مع مؤسسة أشطاري24 ومؤسسة صفروبريس للإعلام والتواصل في حول موضوع “الخصوصية المغربية وتفردها بالدعم الفاعل والميداني للقضية الفلسطينية ركيزة جوهرية من الثوابت الوطنية”
ان للافكار و الكثير من المواقف، الدلالات و المعاني، ذلك أن ما قامت به اسرائيل من انتهاك لحرمة المسجد الاقصى و ايضا محاولة تهجير سكان حي الشيخ الجراح، ليس بالجديد على دولة اسرائيل، و لكن ينبغي اليوم ان نعلم جيدا ان اسرائيل مآزرة دوليا وموحدة داخليا اكثر من فلسطين، و بالتالي فالفلسطنيين يحتاجون الى وحدة داخلية متماسكة ومستمرة كما ابانوا عنها في هذه الظرفية، لان لا وجود للفلسطنيين بدون هذه الوحدة، و اقول بان اليمين الاسرائيلي و الحركات الصهيونية العالمية و الجيش الاسرائيلي يشكلون خطرا على الاسرائليين انفسهم و يمثلون خطرا على كل من يؤازر الفلسطيين، و بالتالي فالصراع في العمق هو صراع ديني و صراع تاريخي وحضاري، و لا ننسى بان الازمة هي ازمة الوحدة و ليست ازمة المقومات الاخرى، و للاشارة فان اي غزوة انتصر فيها المسلمون تاريخيا الا و كانت الوحدة من سمات و من شروط الانتصار .
و اليوم ينبغي ان نقول في هذه المناسبة على انه ينبغي ان لا نفهم وقف إطلاق النار على انه هدنة بل قد يكون استراحة محارب، و مرحلة لتغيير الخطة و تكتيك لتحديد الاهداف، و عليه مداخلتي سأقسمها الى مرحلتين او شطرين :
الشطر الاول هو الحديث عن اهم المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية و هي خمسة و الشطر الثاني هو موقف المغرب و المغاربة الثابت والواضح .
فبالنسبة للمراحل التاريخية، اعتقد كأكاديمي باحث على ان فلسطين مرت بخمس محطات اساسية ثلاث منها كان فيها صفقات و محطتين كان فيهما ترافع ومواجهات تمثل محاولة لإيقاف الصفقات، فالمحطة الاولى كانت صفقة امتدت منذ وعد بلفور 1917 الى 1947، و كانت المحطة الثانية منذ 1948 الى 1977 و هي المرحلة التي استطاع فيها الفلسطنيون ان ينتزعوا ثلاث قرارات أممية مهمة( قرار 181، قرار 242،. وقرار 338)، و هذه القرارات تدل على ان الاتحاد السوفياتي كان بجانب فلسطين في فترة الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية، لكن المحطة الثالثة و هي صفقة التوسع الاستطاني و التي كانت ما بين 1977 و ما يقارب 1988، ثم جاءت المحطة الرابعة وهي مرحلة التفاوض ما بين 1991 و 2000 ( مرحلة محاولة التفاوض فرضتها المقاومة الثانية بعد مقاومة السبعينات) لكن من 2000 الى اليوم هي المحطة الخامسة وتتسم بصفقة القرن على حساب دولة فلسطين و على حساب كيانات صغيرة في الشرق الأوسط، و تجدر الاشارة الى ان هذه المحطات مهمة و يجب معرفتها لما لها من علاقة بتاريخ فلسطين، و الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي ياخذ جراح الامة العربية و الإسلامية و المسيحية واليهودية، و بهذه المناسبة لما لا اقول بان الوحدة الفلسطينية يجب ان تكون وحدة متنوعة و مبنية على توافق مثل ما يوجد عليه الوضع بالنسبة للوحدة المغربية اي انها تجمع كل الديانات و كل الثقافات و كل المشارب الفكرية و السياسية لان الوحدة المتعددة الروابط هي أقوى من الوحدة التي تقوم على رافد واحد كدين او جنس واحد و هذا هو الدليل على ان الفلسطنيين ان توحدوا سينتصرون.
و الغريب انه لو انتهكت دولة عربية قرارا امميا الا و قامت القيامة لكن ان تنتهك اسرائيل الاعراف الدولية و القرارات الاممية بجميع مظاهر الانتهاك للقانون الدولي، فلا يقدر ان يحاسبها احد.
و قد قال السيد السفير بان اسرائيل هي رابع دولة من ناحية التسلح و لهذا حينما نقول القضية الفلسطينية لا نقول دولة وشعب فلسطين و لكن نقول العالم، وسكان الارض. والحضارة الاسلامية، والحضارة المسيحية و الحضارة اليهودية لانه يجب فصل الدين و العقيدة اليهودية عن الحركة الصهيونية واليمين السياسي والعقيدة العسكرية الصهيونية، و اقول بهذه المناسبة على ان جميع ردود الافعال الموجودة اليوم حول قضية فلسطين هي تتراوح بين من يؤيد الطرح و من يتحفظ و من يصمت و من يرفض و بالتالي فردود الافعال العربية غير متماسكة هي الاخرى حيث هناك خيوط تجمع الجزء و تترك الجزء الآخر، فالقضية ظلت صامدة منذ قرن من الزمن و لكن التهجير المتواصل للفلسطنيين، اذن اليوم هناك على ما يبدو حاله فقدان الثقة من طرف الجمهور العربي في الحكومات العربية وفي قيادته السياسية بل اتضحت كثيرا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ان الملايين هم مع القضية الفلسطينية فماذا بقيت للحكومات اذا كانت الملايين داخل كل دوله مع القضية الفلسطينية هذا نوع من التصويت ونوع من الاستفتاء ونوع من التسويق للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وأنا أعود لأقول بأن أول مرحلة التي جاهد فيها الفلسطينيين قدر الإمكان من أجل انتزاع حقوقهم فهي فترة ما بين 1948 و 1977 أي مرحلة الترافع الأممي في ظل الحرب الباردة حيث انتزع الفلسطينيين ثلاث قرارات أممية، القرار 181 سنة 1947 و القرار 242 بعد سنة 1967 ثم قرار 338 بعد حرب سنة 1973 وهذا ان دل على شيء إنما يدل على أن ربما الرجال في العالم العربي والرجالات الدولية في العالم كانت حاضرة في هذه الفترة وكانت عملية فتل الدراع بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية ربما كانت على أشدها، بينما لما تطور العالم وأصبح العالم بعد سقوط جدار برين بدأت فلسطين تذوب في كنف العلاقات الدبلوماسية وان الدبلوماسية لم حرب جدية إنما عملية بحث عن مخارج سلمية للقضية، وحينما تنتقل الرغبة في الحصول على مخارج سلمية كحل سلمي لقضية فلسطين و هناك طرف متعنت فإن الصراع استمر، وأقول أن هذه المواقف التي أبانت عنها الدول العربية تبين ما مدى حسن التعاطي وصدقية التعاطي مع القضية الفلسطينية فهناك أحداث وهناك تطورات جعلت فكرة القضية الفلسطينية تهتز بشدة بل أصبحت القضية اليوم عرضة للتصفية النهائية وإنهاء قضية فلسطين وكأن إسرائيل لا أحد يمكن أن يعاقب إسرائيل ولا أن يهتم بإسرائيل ولا أن يستطيع أن يحد من ظلم إسرائيل، واليوم هناك طرحين كبيرين: إما أن تلتزم إسرائيل بالقرارات الأممية وأن ترضخ للسلام الشامل والعادل وأن تعود الى أول قرار اتخذ على مستوى الامم المتحدة وهو قرار 181 سنة 1947 والقاضي بإنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين واحدة عربية فلسطينية والأخرى يهودية مع تدويل القدس، وأنا أعتقد هذه هو أحسن حل وأفضل قاعدة وأحسن قرار صدر عن الامم المتحدة سنة 1947 ما دون هذا القرار تبقى محاولة تصفية القضية الفلسطينية وليس هناك إلا محاولة زعزعة الوحدة الفلسطينية وضرب منظمة التحرير الفلسطينية بحركة حماس والجهاد الاسلامي وضرب حركة حماس والجهاد الاسلامي بمنظمة التحرير الفلسطينية، هذه عيوب داخلية ينبغي تجاوزها بصفة نهائية ، فاليوم هناك تصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين في القدس وعدة مناطق فلسطينية أخرى جعل بعض الدول تعلم الإدانة وجعل بعض الدول تتحفظ وجعل بعض الدول تتصدى بشجاعة وتتخذ القرارات وتأثر مثلا زيارة القناصل الأوروبية لهذا الحي حي الشيخ جراح يبين مدى اهتمام الدول الأوروبية بهذه المنطقة السكنية للقدس وأيضا أن التوجه الأوروبي هو في إطار البحث عن محاولة در الرماد في العيون دون تقديم حل لبقية أجزاء فلسطين لكن الاتحاد الاوروبي شدد منذ البداية على التصعيد في القدس الشرقية وهو فقط يهمه القدس ولا يهمه الفلسطينيين، وهذا يعني وضع المقاومة على أنها إرهاب لكن الإدانات في معظم الدول العربية للتصعيد الاسرائيلي تطرح سؤال على لجامعة العربية ، هل لدينا جامعة عربية؟ وإن كان هناك محاولة لاجتماع المندوبين لمناقشة التطورات، هل جامعة الدول العربية تحظى بالمصداقية لدى شعوبها ؟. اليوم ينبغي أن نقول ان الوعي في العالم الافتراضي وأن الوعي الفيسبوكي والوعي الإلكتروني هو أكثر من وعي الحكام والحكومات وبالتالي فالحكومات العربية لا تحظى بثقة شعوبها، ومن اليوم ممكن أن نقول على أن إسرائيل قد تسبب في ثورات ضد الحكام وضد الحكومات العربية لماذا لأنها تحاول أن تجعلها في صفها لتمرير الصفقة لكن لا تنسى بأن الشعوب هي واعية ومتشبتة بحقوقها وأن حقوق الشعوب لا يمكن أن تمثلها الحكومات الفاسدة ، فهناك على ما يبدو حالة فقدان للثقة و يمكن ان نقول ان الدول العربية وجامعتها ليس بيدها ما تفعل سوى التنديد بينما القرار الحقيقي هو قرار الوحدة الداخلية وايضا قرار ما يسمى بالاستعداد للدفاع عن السيادة الفلسطينية وعن الوحدة الفلسطينية، فالنار يقابله النار والسلام يقابله السلام هذه أطروحة طبيعية وعادية لكن دعني اقول ان التعامل الاسرائيلي الاخير مع الفلسطينيين في القدس وفي المناطق الفلسطينية متعددة فضح عدد كبير من المؤامرات لاسيما وان الشعوب تترصد المعلومة وتعرف كما قال الاستاذ قريش هناك وثائق ومخطوطات وتسريب للمعلومات كما حدث للذي انتقل من الجزائر الى اسبانيا بوثائق مزورة حيث توصل الشعب المغربي بالمعلومات وان كانت سريه فاليوم الرأي العام الدولي والرأي العام الوطني هو قوة وهو حكومة غير مباشرة يمكن ان تتخذ القرار دون العودة الى الحكومات وبالتالي كل العلاقات الدبلوماسية اليوم ينبغي ان تعيد النظر في وضعيه فلسطين وان تبني مواقف حقيقيه شجاعة والخوف ليس من التطبيع مثلا ولكن الخوف من قتل قضيه فلسطين فتطبيع لا يمكن ان يكون عيبا اذا لم تكن فلسطين مصادرة ومقتولة، فاي تطبيع يحافظ على فلسطين فهو جائز ولكن التطبيع الذي لا يحافظ على فلسطين فهو باطل وفي هذا الاطار يمكن ان اقول بان المملكة المغربية من خلال التأكيد على المواقف الثابتة لها من القضية الفلسطينية يعني تأسيسًا او المؤسسة على حل الدولتين المتوافق عليه دوليا لسنه 1947 فالمغرب متشبث بمواقفه لانه اقدم دولة عربية و اقدم دولة من حيث نظام الحكم، والمملكة المغربية دولة قديمة ولديها ارشيف كل الدول وبالتالي فالمغرب متشبث بالمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وانه لا سبيل للخروج من الازمة الى عبر حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع وحل الدولتين بحدود وسيادة منفصلين وان القدس عاصمة فلسطين ودولية الهوية وليست عاصمة اسرائيل وان المغرب على المستوى الخارجي وعلى مستوى السياسة الخارجية لديه محورين وملفين وقضيتين لا يمكن ان يساويهما وهي قضية الوحدة الترابية والقضية الفلسطينية وهذا ما ينبغي ان يأخذه العالم من المغرب ولهذا فنهوضا من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله على سائر الملوك الاسلاف فانه بكل امانة وباعتباره رئيس لجنة القدس اللجنة التي انبثقت عن منظمة التعاون الاسلامي والتي تدل على ان العالم الاسلامي كله وضع ثقته في المملكة المغربية للنهوض بهذا الموضوع وجلالة الملك قد اكد دائما بانه لن يدخر اي جهدا لصيانة الهوية التاريخية العريقة لهذه المدينة المقدسة وايضا جعلها ارض للتعايش بين الاديان السماوية وان جلالة ملك المغرب حفظه الله سيواصل الدفاع عن الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف وعلى احترام حرية وممارسة الشعائر الدينية للديانات الثلاث بهذه المنطقة المباركة والمقدسة وحماية الطابع الاسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الاقصى والمغرب ولله الحمد واعي وانا اقول للسيد السفير ملاحظة وهي انه هناك نسخة ثانية للمغرب نتمنى ان لا تمنح باب المغاربة فالجالس على العرش في المغرب وهو جلالة الملك حفظه الله يضع دائما هذه القضية في مرتبة قضية الصحراء المغربية وان ترسيخ مغربية الصحراء يقابل بترسيخ القدس عاصمة فلسطين وارض فلسطين الشريفة ولا يمكنه على حساب الشعب الفلسطيني ان ينال اي تطور واي منفعة او اي مصلحة، بل انه سيواصل انخراطه البناء من اجل اقرار سلام عادل ودائم في منطقه الشرق الاوسط خصوصا وان المملكة المغربية تحظى بثقة المجتمع الدولي وان المملكة المغربية رائدة في عملية السلام وفي الدبلوماسية الأمنية والدبلوماسية الدينية والديبلوماسية الحضارية ومن الممكن للمغرب ان يكون وسيطا حضاريا لكل الديانات ومن الممكن ان يصبح المغرب صاحب الحل النهائي لهذه القضية فمن هذا المنطلق تماشيا مع الاتفاقيات الدولية والاتفاق مع ملك المغرب ورئيس دولة فلسطين انه قريبا ربما سيكون هناك اجتماعات حول السبل الكفيلة بتعزيز الحفاظ على الوضع الخاص للمدينة وايضا تقديم الحلول والمناقشة والتفاوض مع اسرائيل لوضع حد لهذه المشاكل الا اذا كان الرفض مطلقا من جهة اسرائيل وبقي الحل انذاك بيد المقاومة وما ادراك ما المقاومة، فإني أقول من هذا المنبر فتحيين هياكل وكالة بيت مال القدس الشريف ومساندة الفلسطينيين ماديا والمساهمات المدنية والمادية وتقديم مساعدات على أسس سلمية كلها بابها مفتوح لا سيما أنه ينبغي أن تكون هناك برامج وخطط عربية مشتركة في هذا الجانب .

د أحد الدرداري رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات

pellencmaroc
playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا