جمعية التضامن تسائل الجهات المعنية عن مآل المرحلة الأولى من مشروع إحداث فضاء الاستقبال السياحي لصفرو كوريدور الدار الحمراء -أدرج- تافجيغت- إغزران
طالبت جمعية التضامن للتنمية والشراكة بالمنزل الجهات المسؤولة الوفاء بتعهداتها اتجاه دائرة المنزل؛ وذلك بتنفيذ ما تعهدت به الجهات الموقعة على اتفاقية إنجاز مشروع كوريدور الدار الحمراء،-أدرج -تفجيغت-اغزران والهادف إلى تنمية المنطقة من خلال إنجاز بنية تحتية للسياحة البيئية تماشيا مع الرؤية الملكية للنهوض بالقطاع السياحي الوطني كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة إذا علمنا أن هذا المشروع المهيكل سيمكن من خلق فرص شغل كثيرة ويطور المنتوج التعاوني المحلي ويساهم في الحد من الهجرة القروية في وسط الشباب.
ويتضح من عقد البرنامج المتعلق بمشروع كوريدور الدار الحمراء،-تفجيغت-ادرج-اغزران، تتوفر جريدة صفروبريس على نسخة منه، أن عدد الموقعين يبلغ 13 متدخلا، من قطاعات وزارية ( وزارة السياحة ووزارة السكنى والتعمير وإعداد التراب الوطني ووزارة الداخلية ،المديرية العامة للجماعات المحلية، ووزارة الفلاحة، ووزارة الشباب والرياضة) تأهيل مأوى تفرت، وعلى المستوى الجهوي والإقليمي والمحلي : (جهة فاس-مكناس، وعمالة صفرو، والمجلس الإقليمي لصفرو، والجماعات الترابية المحتضنة للمشروع، إضافة إلى الشركة المغربية للهندسة السياحية والمجلس الجهوي
للسياحة بفاس مكناس).
وفي اتصال مع جريدة صفروبريس قال محمد العسري رئيس جمعية التضامن للتنمية والشراكة، أن هذا المشروع المهيكل والمتمحور حول السياحة البيئية الجبلية سيشكل نواة حقيقية للاقلاع الاقتصادي حيث سيمكن من خلق دينامية اقتصادية واجتماعية بالجماعات الترابية الأربعة المحتضنة للمشروع، من خلال جلب الاستثمار في مجال الإيواء والتغذية والتنشيط السياحي وتنمية المنتوجات المحلية الطبيعية ذات الجودة العالية، produits du terroir، وكذا تطوير الرياضات الجبلية والغابوية…، لكن هذا المشروع ظل حبيس الرفوف لسنوات، وينقل من حصيلة إلى حصيلة موالية. يقول المتحدث.
ويضيف العسري أن الجمعية راسلت في هذا الصدد رئيس الحكومة بحكم ترأسه اللجنة الوطنية للاستثمار وكذا باقي الموقعين على هذه الاتفاقية الاستثمارية المهمة والتي رصد لها مبلغ مالي مهم يقدر بمليار و700 مليون سنتيم، موزعة على شكل التزامات مالية من قبل جميع الموقعين والذين تعهدوا بتوفير الاعتمادات المالية المتفق عليها، لكن للأسف بقي المشروع عبارة عن ماكيت لسنوات وتبخرت أحلام ساكنة تتوق للاستفادة من استثمارات هذا الوطن والخروج من العزلة، يشير رئيس الجمعية.
وعلى مستوى آخر، يقول المتحدث أن الجمعية وضعت عريضة لدى مجلس جهة فاس- مكناس من أجل إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، داعية المجلس، كممثل للساكنة جهويا، إلى لعب دور المنسق والقاطرة لحث الموقعين للوفاء بتعهداتهم، خاصة إذا علمنا أن مجلس الجهة خصص مبلغ 200 مليون سنتيم لهذا المشروع كما هو مشار إليه في حصليته لفترة 2016-2018.
وفي هذا الصدد نشيد بتجاوب الجهة مع عريضة الجمعية حيث عقدت لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية اجتماعا في 12 فبراير 2020 خصص لدراسة هذه الاتفاقية، لكن نتمنى أن نرى المشروع على أرض الواقع لأنه تأخر كثيرا وفوت فرصا حقيقية للتنمية المحلية، يوضح المتحدث.
ولهذا فمن خلال منبركم الإعلامي المقدر، نطالب جميع الموقعين على هذه الاتفاقية الاستثمارية المهمة الوفاء بتعهداتهم المالية لإخراج هذا المشروع المهم إلى الوجود، خاصة أننا مقبلون على انتعاشة كبيرة في مجال السياحة البيئية الجبلية بسبب اختيار عدد كبير من السياح لهذا النوع من السياحة الراقية والصحية هروبا من ضغط العمل وصخب المدن وتلوثها للتمتع بنقاوة الهواء ومناظر الطبيعة الخلابة، والأكل الصحي، وممارسة الرياضات الجبلية والغابوية، لكون المنطقة تتوفر على مؤهلات كبيرة قل مثيلها، لكنها تعيش التهميش. إن ما نطالب به هو ” لي التزم بشي حاجة ينفذها فقط” يقول رئيس الجمعية.
وقد سبق لصاحب الجلالة في خطابه إلى الأمة بمناسبة الذكرى 18 لاعتلائه عرش المملكة، أن قال “إن مسؤولية وشرف خدمة المواطن، تمتد من الاستجابة لمطالبه البسيطة، إلى إنجاز المشاريع، صغيرة كانت، أو متوسطة، أو كبرى. وأكد ملك البلاد “ليس هناك فرق بين مشاريع صغيرة وأخرى كبيرة، وإنما هناك مشاريع تهدف لتلبية حاجيات المواطنين.”، مشددا على أنه سواء كان المشروع في حي، أو دوار ، أو مدينة أو جهة، أو يهم البلاد كلها، فهو يتوخى نفس الهدف، وهو خدمة المواطن. وبالنسبة لي، حفر بئر، مثلا، وبناء سد، لهما نفس الأهمية بالنسبة للسكان.” وتساءل الملك محمد السادس، في خطابه هذا، عن معنى المسؤولية، إذا غاب عن صاحبها أبسط شروطها، وهو الإنصات إلى انشغالات المواطنين؟
